في يومه العالمي.. المسرح رسالة حقّ وأخلاق ومحبة وجمال

شام تايمز – ريم سويقات – راما مروان النصّار

لطالما كان المسرح أقرب وأصدق للجمهور من أي وسيلة أخرى كونه ينقل هموم الناس ويلامس وجدانهم بما يجسده الممثلين على خشبته من تعابير انفعالية وحوارات تلامس وجع الإنسان ومشاكله في أدوار متعددة يصورون فيها قضايا مختلفة، وفضلاً عن القرب النفسي الذي يشعر به المشاهد أثناء المسرحية، يتميز المسرح بالقرب المكاني الذي يتمثل بالمسافة الصغير بين خشبته ومقاعد الجمهور، ما يضيف إلى المُشاهد شعوراً صادقاً بحقيقة الرسالة.

الدكتور “تامر العربيد” عميد المعهد العالي للفنون المسرحية وجّه عبّر “شام تايمز”، تحيّة ومعايدة لكل المسرحيين في سورية بشكل خاص والمسرحيين بالعالم العربي والعالم، مؤكداً أن المسرح فنٌّ خاص وهو من أكثر الفنون حاجةً اليوم لأنه “فنّ الصدق” ويلامس وجدان الناس.

ولفت “العربيد” إلى أن المسرح عبر التاريخ أُطلق عليه صاحب “اللسان الطويل” لأنه لا يقبل المجاملة وصريح في عباراته ودلالاته، لذلك كان قريب من مشاكل الناس، ولا بد أن يكون في دائرة الاهتمام.

وأوضح “العربيد” أن المسرح السوري كان دائماً صاحب قضية عبر سنواته الطويلة بعروضه المحترفة والهواة وعروض المعهد العالي الذي يُقدم صورةً عن اهتمام الدولة بالمسرح والمسرحيين، لافتاً إلى أن خريجي المعهد اليوم هم أفضل السفراء ليتحدثوا عن هذا الفن، ويثبتوا أن الأكاديمية والدراسة المسرحية هي الريادة في بناء ممثل يؤمن بهويته ووطنه وبقضايا الناس الذين يتوجه لهم.

وتأتي أهمية هذا العيد بحسب “العربيد”، من تحمّل المسرحيين مسؤولية أن يقولوا دائماً الكلمة الحق بحق الجمهور الذي يعشق، وأن ينتقوا النوع والجميل والمهم والذي يعكس قضايا الناس ويكون قريب منهم، مضيفأً أن المسرح هو فن البساطة والإنسانية، ويسعى أن يجعل الحياة جميلة تستحق أن تُعاش.

كما هنّأ المخرج “مأمون الخطيب” عبر “شام تايمز” المسرحيين السوريين وأهل خشبة المسرح من عمال وتقننين وفنانين وفنيين، موجهاً الشكر لكلّ من خطى خطوةً واحدة على تلك الخشبة، التي اهترأت من إهمال وعقوق وإساءة أقرب المقربين إليها، ولكل وفيّ من أهل الخشبة.

وأضاف “الخطيب”: “رغم اختلاف النظرة الحالية لهذا الفن منذ التأسيس الأولي والتأهيل الأكاديمي لطلاب هذا الفن الذي تحوّل في زمن السوشال ميديا إلى نمط مليء بعقلية النجومية الاستهلاكية وعقلية التريند البائس الخالي من المعرفة الحقّة التي تتطلب التربية الفنية والأخلاق المهنية، فإننا نحاول وتستمر المحاولات والسعي”.

وتابع “الخطيب”: “ربما ننجح، ربما نخفق، ولكن نعمل بكل جد وحب ونحاول، نحاول كي لا نموت من الداخل، نحاول رغم كل المعوقات والظروف اللوجستية اللا إسانية والمعاملة السيئة لهذا الفن الرائع، ربما ننجح يوماً ما في إعادة كل الأرواح الجميلة إلى ذلك الفضاء الساحر”.

فيما أكدّ المخرج “بسام حميدي” لـ “شام تايمز” أن المسرح يقدم صورة الناس على ما هم عليه، دون كذب أو تشويه للواقع، واصفاً المسرح بالحب والجمال وانعكاس للواقع.

ولفت “حميدي” إلى أن المسرح يقدم حلول مبدئية لأي مشكلة لها علاقة بالجمهور، فهو ينقل هموم الناس من خلال ما يجسده الممثلين من أدوار، كما أنه وسيلة أخلاقية تقدم رسالة المحبة والأخلاق والتعاون.

وأوضح “حميدي” أن أهمية المسرح تضاعفت وسط الظروف التي يعيشها السوريين اليوم، لافتاً إلى الدور الإيجابي الذي قدمه مسرح الطفل مؤخراً، حيث قدم وظيفةً ترفيهية إضافة لوظيفة التربية والتعليم ما خفف من معاناة الأطفال جراء الزلزال والحرب أيضاً.

وبمناسبة اليوم العالمي للمسرح تفاعل فنانين ومسرحيين سوريين حيث كتب الممثل المسرحي “موفق الأحمد” عبر موقع “فيسبوك” “سيبقى المسرح منارة للأجيال رغماً عن الظروف التي اختلقتموها ….. كل عام والمسرح مضيء كما الشمس”.

فيما كتب الممثل المسرحي “وليد الدبس” عبر موقع “فيسبوك” معايداً أهل المسرح: “في اليوم العالمي للمسرح، كل عام والمسرح يجمعنا بالإنسانية والحب والأمل والحياة والسلام… كل عام وخشبة المسرح وكل من يقف عليها مبدعاً بألف بألف خير”.

الممثل” قاسم ملحو” وجّه تحية للمعهد العالي للفنون المسرحية الذي درس فيه، قائلاً: “بمناسبة اليوم العالمي للمسرح، كل عام وأهل المسرح بألف خير، تحية للمعهد العالي للفنون المسرحية الذي درست فيه، تهنئة محبة لأساتذتي وأفراد دفعتي، تهنئة إعجاب لكل من حاول أن يضيء بفنه المسرحي العتم الذي يسكن أرواحنا”.

يشار إلى أن الاحتفال باليوم العالمي للمسرح بدأ إثر مقترح قدمه رئيس المعهد الفنلندي للمسرح الناقد والشاعر والمخرج “أرفي كيفيما”، إلى منظمة اليونسكو في حزيران 1961، وجرى الاحتفال الأول في 27 آذار عام 1962 في باريس (مقر اليونسكو).

شاهد أيضاً

الاحتلال يواصل احتجاز جثامين 12 أسيراً فلسطينياً

شام تايمز – متابعة أعلن نادي الأسير الفلسطيني، اليوم السبت، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل …